الشيخ سعد الفقى | 14-06-2010 23:53
فى صبيحة كل يوم كنت أراه . إنه في السبعين من عمرة إن لم يزد قليلاً . ترتسم على وجهه الآهات والآلام . كنت أقابله فى السابعة والنصف صباحاً . وكان احرَص على إلقاء التحية . هكذا تعودت منه . لماذا اختارني خصيصاً ونالنى بهذا التقدير ( الله اعلم ) عند كل صباح كنت أشفق عليه .وأتألم لحالته التي أراه عليها . فهو رث الملبس حافي القدمين يحمل على منكبيه صندوقاً خشبياً . في بداية الأمر لم اتفحصة . ثم سرعان ما قررت التحقق مما يحويه . وها أنا أقابله مرة أخرى وأستوقفه كيف حالك ؟ فقال ( الحمد لله على كل حال ) قلت وماذا تصنع قال انه السعى على الرزق ومن أين المسير قال انا من قرية (.......) التى تبعد عن مدينة المنصورة خمسة عشر كيلو متراً تقريباً . مرة أخرى تساءلت .. وماذا تعول .. قال إنها زوجتي .. وأين أولادك .. إنهم فى أعمالهم .. وكيف حالهم قال الحمد لله .. ولماذا تركوك هكذا ؟ وقد بلغت من العمر ارزله قال يا بنى لقد سهرت الليالي من اجل تربيتهم حتى أتموا دراساتهم الجامعية . وتبوؤوا المناصب التى يحترمها الجميع . وها أنا أكافح وحيداً فريداً من اجل لقمة العيش لى ولزوجتي التى تعانى الإمراض ما ظهر منها وما بطن . ثم تساءلت وماذا هم فاعلون مع من حملتهم وأرضعتهم وأحسنت اليهم .. قال لقد تركوها هى الأخرى . تركني الرجل وسار فى طريقة و أنا اضرب أخماسا فى أسداس كم من الإباء يعيشون هذه الحالة .. ولماذا نكران الجميل .. وقد أُمرنا بالإحسان إليهما احياءً وأمواتا .. الاديان جميعها والإسلام فى القلب منها رسموا العلاقة التى يجب ان تكون بين الأبناء والآباء.. حاله من الخلل والاضطراب أصابت شتى العلاقات فى المجتمعات الاسلاميه .. لكن ان يصل الأمر إلى النكران والجحود من الأبناء للإباء فتلك مصيبة عظمى .. عار على مجتمعاتنا إن لم نسع للقضاء عليها فهل نحن فاعلون .