لماذا اعتبر البعض ما حدث فرصة لمهاجمة التدين عند الشعب المصري؟ بقلم:مجدي سالم جريدة عقيدتي الثلاثاء 11 يناير 2011
في الصميم
بقلم:مجدي سالم
لماذا اعتبر البعض ما حدث
فرصة لمهاجمة التدين عند الشعب المصري؟
كأنما وجدوها فرصة لمهاجمة كل ما هو إسلامي أسرع كل من هب ودب إلي الحديث والتحليل لكل ما يرونه في الشارع والمجتمع من مظاهر تدين واعتبارها تطرفا إسلاميا وسببا للفتنة الطائفية والاحتقان الذي يملأ المجتمع .. تحدث كثيرون ممن اعتبروا أنفسهم واعتبرهم الإعلام خبراء في كل شيء فهاجموا ما ادعوه تطرفا دون أن يجدوا من يرد علي تطرفهم أو أن يشرح لهم الفرق بين التدين الصحيح في الحياة والتطرف وفرضه علي الآخرين.
حتي ادعت إحدي هؤلاء الخبراء أن إمساك السبحة تطرف والاحتشام تطرف وقراءة القرآن تطرف ووصل الأمر بأن أعلنها أحد الفنانين أن الأمن أيضا متطرف إسلامياً.
صحفي كبير أحترمه وأقدره عاب علي المساجد والكنائس أنها تحولت من كونها دور للعبادة فقط إلي أنشطة أخري كثيرة وأصبح المسجد والكنيسة يضمان منشآت أخري بجانب كل منهما وإرتفعت فوقهم طوابق كثيرة .. لم يتطرق الكاتب الكبير إلي هذه الأنشطة ونوعيتها وهل كانت الضرورة هي التي فرضت علي المساجد والكنائس القيام بهذه الأنشطة لخدمة المجتمع أم أنهم انتزعوها من أيدي أصحابها المكلفين بها والمسئولين عنها.
لم يذكر الكاتب الكبير هل تقوم المساجد والكنائس بهذه الأنشطة في الخفاء وبسرية بعيدا عن أعين الرقابة والمتابعة أم أنها تقوم بها في العلن وتحت أعين الجميع ومتابعة أجهزة الدولة الرقابية.
لم يذكر الكاتب الكبير أن قيام المساجد والكنائس بهذا الدور الاجتماعي والخيري للفقراء والمحتاجين ورعاية المرضي وعلاجهم لم يكن ليحدث إلا لتعويض غياب أجهزة الدولة وعدم قيامها بما يتحتم عليها تجاه رعاياها أو بمعني أكثر وضوحا تخلي الدولة عن الفقراء.
وحتي يعلم هؤلاء الدور الذي تقوم به المساجد والكنائس أدعوهم لجولة داخل هذه المنشآت الملحقة ببعض دور العبادة خاصة المستوصفات والمستشفيات الخيرية حيث يقدم العلاج لأي مواطن مصري مجانا أو بأسعار رمزية لا تذكر دون سؤال عن دينه أو عقيدته وحيث يعمل الطبيب المسلم إلي جانب أخيه القبطي في المستشفي الخيري التابع للكنيسة تماما مثلما يعمل الطبيب القبطي إلي جانب أخيه المسلم في المستشفي التابع للمسجد.
تلك هي روح مصر الحقيقية التي لا يعلم عنها شيئاً مثل هؤلاء الخبراء الذين يلجأ إليهم الإعلام للحديث عن الفتنة الطائفية وأسبابها.
هل رأيتم لماذا انحدر بنا الحال لما نحن عليه الآن؟ .. لأن مثل هؤلاء هم الذين يعتبرهم البعض النجوم والمنارات التي تضئ للمجتمع طريقه وهم الذين يعتبرهم البعض القدوة التي يجب اتباعها.