عادل إمام.. يشعلها ناراً!! بقلم: بسيوني الحلواني جريدة عقيدتي الثلاثاء 11 يناير 2011
بكل صراحة
بقلم: بسيوني الحلواني
عادل إمام.. يشعلها ناراً!!
لا أدري ما القيمة العلمية أو الفكرية أو السياسية أو الدينية أو حتي الوطنية للممثل "عادل إمام" لكي يخرج في العديد من الفضائيات خلال الأيام الماضية ليتحدث عن الأسباب والدوافع والتداعيات التي خلفتها الجريمة الإرهابية الدنيئة التي شهدتها مدينة الإسكندرية مع إشراقة العام الميلادي الجديد وراح ضحيتها عدد من الإخوة الأقباط الأبرياء؟!
لقد قال عادل إمام في عدد من الفضائيات كلاماً ماسخاً وردد اتهامات عشوائية لدعاة الإسلام ولرجال الأمن وللمواطنين وأصاب كل من استمع إليه بالسخط والغضب والقرف خاصة أن كلامه لا علاقة له بالحقيقة من قريب أو بعيد وكل ما يهمه في هذا الوقت بالذات أن ينافق أو يتملق وأن يشارك في "الزفة الكدابة" ويتسابق مع آخرين في عملية خلط الأوراق!!
كل العقلاء والموضوعيين والمنصفين من المسلمين والأقباط أكدوا أن ما حدث في الإسكندرية هو جريمة إرهابية هدفها ضرب استقرار مصر الأمني والاقتصادي والسياسي. وأن وراء هذه الجريمة النكراء أيادي خارجية يهمها الإضرار بمصر. وتخريب اقتصادها. وتدمير أمنها. وإفساد علاقتها بأمريكا وبكل دول الغرب. وكل الأنظار تتجه إلي تنظيم القاعدة والموساد الإسرائيلي.. لكن الفنان "الملهم والمبدع والعبقري" عادل إمام له رأي آخر فهو يري أن التطرف الإسلامي في مصر هو الذي أدي إلي وقوع هذه الجريمة. ويري أن خطباء المساجد يغذون هذا التطرف فوق المنابر. وأن الدولة متواطئة معهم لأنها تتركهم يقولون ما يشاءون!!
وآخر إبداعات الفنان العبقري ـ الذي جمع مئات الملايين من سخريته من المصريين وهدمه لكل القيم والأخلاقيات التي تحاول البيوت والمدارس والمساجد والكنائس غرسها في نفوس أبنائنا.. آخر إبداعاته: اتهام الأمن بالتورط في تصعيد التوتر مع الأقباط فالأمن ـ كما قال في لقاء تليفزيوني أمام الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد المجيد ـ الذي بادر واعتدي علي الأقباط المتظاهرين في أحداث العمرانية وأن العساكر الغلابة تلقوا تعليمات بذلك من قيادتهم!!
الفنان الملهم عادل إمام يلعب بالنار ولا يدري خطورة ما يقول هنا وهناك. وسيادته لا يعجبه أحد في هذا البلد. وكل ما يمارسه الآن هو نفاق سياسي ممجوج ولذلك ملت الناس منه. والذين كانوا يضحكون علي سخريته في المسرحيات والأفلام أصبحوا الآن يسخرون منه ويعبرون عن غضبهم وسخطهم مما يقول بكلمات قاسية وأوصاف لا يتحملها أحد.
الكلام الماسخ الذي ردده عادل إمام هنا وهناك خلال الأيام الماضية نقلته العديد من مواقع الإنترنت والصحف وكنت أتمني أن يتسع وقت الفنان "المبدع" أو أحد أبنائه أو واحد من معاونيه لكي يطلعوا علي ما قالته الجماهير تعقيباً علي الفنان الزعيم!!
أنا علي ثقة من أن عادل إمام لو قرأ تعليقين فقط من عشرات أو مئات التعليقات الغاضبة والساخرة منه لتوقف عن الكلام في مثل هذه القضايا والأحداث الكبري التي لا يجيد تقدير الموقف الصحيح والعقلاني فيها.
مطلوب من عادل إمام ـ الآن ومستقبلاً ـ أن يصمت وأن يكتفي بالأفلام والمسرحيات والمسلسلات الماسخة التي يصر علي مطاردتنا بها استغلالاً لاسمه وتاريخه الفني.. فهو لا يعرف أن الزمن قد تغير وأن الذين ضحكوا علي سخريته وحركاته التمثيلية في الماضي.. هم الذين يضحكون عليه ويسخرون منه الآن خاصة عندما يقحم نفسه في نفاق سياسي ممجوج.
مطلوب من عادل إمام أن يعتذر لخطباء المساجد الذين ينقلون للجماهير سماحة الإسلام في التعامل مع أهل الكتاب ويدعمون بعقل وحكمة كل معاني الوحدة الوطنية.
مطلوب من عادل إمام أن يعتذر لأجهزة الأمن فهي التي تسهر علي أمننا وتدفع كل يوم ثمناً باهظاً في مواجهة الإرهابيين وتجار المخدرات والمجرمين والمنحرفين الذين أدمنوا الجريمة.. وأجهزة الأمن هذه التي يحملها المبدع العبقري عادل إمام مسئولية ما حدث في العمرانية هي التي توفر له الحماية علي مدي 24 ساعة يومياً.. هي التي توفر له حراسة خاصة تفوق حراسة أكثر الوزراء استهدافاً!!
اعتذر يا فنان وتسلح بالصمت.. فالبلد في حاجة إلي عقلاء وحكماء يعالجون تداعيات ما حدث بالكلمة الطيبة والرأي السديد والتحليل الموضوعي. وليست في حاجة إلي مهرجين وقت الجد.. فالتهريج وقت الجد سفاهة وعباطة وسوء تربية.
يارب
"ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين" "الأعرف:47"
"ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" "الأعراف:23