أهلا وسهلا بك إلى منتديات أئمة الأوقاف المصرية .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات أئمة الأوقافالخطبة الاسترشادية 24 شوال 1437هـ 29 يوليو 2016 أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالإثنين يوليو 25, 2016 8:24 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاليوم السابع / غلق باب التقديم لمسابقة الدعاه بعد غد الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالأحد يوليو 24, 2016 8:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافضوابط الاعتكاف لشهر رمضان 1437 هـ 2016 م أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:51 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعميم : عدم حضور أي دورات تدريبية إلا بتصريح من الأوقاف أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالإثنين مايو 30, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتعليمات هامة للأئمة قبل شهر رمضان 1437 هـ 2016 م أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالإثنين مايو 30, 2016 6:46 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التسوية لوظيفة إمام وخطيب المجموعة الأولى أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالخميس أبريل 28, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء المرشحون أوئل القراءة الحرة لمرافقة بعثة الحج لهذا العام 1437هـ 2016 م أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:53 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة التفتيش العام إبريل 2016 مأمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالأربعاء أبريل 20, 2016 8:41 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافإلى اخي الأستاذ سعد غابة فضلا أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالجمعة أبريل 15, 2016 1:36 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاف وفاه كبير ائمه مركز زفتى غربيهأمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالسبت أبريل 02, 2016 6:49 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقاففضيلة الشيخ زكريا السوهاجي وكيل وزارة الأوقاف بأسوان يفتتح مسجد الروضةأمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالسبت مارس 26, 2016 6:55 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافتكليف د خالد حامد برئاسة لجنة الاتصال السياسي بالوزارة يعاونه الأستاذ مخلص الخطيب أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالسبت مارس 19, 2016 9:13 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافحوار فضيلة الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف مع جريدة الأهرام أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالجمعة مارس 18, 2016 12:06 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافافتتاح عشرة مساجد غدا الجمعه 18 مارس 2016 مأمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالخميس مارس 17, 2016 11:50 pm من طرفمنتديات أئمة الأوقافالمطالبون بالتسوية بالمؤهل الجامعي عليهم التوجه لمديرياتهم فورا وآخر موعد غدا الثلاثاء أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالإثنين مارس 07, 2016 6:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافاقتراح من فضيلة الشيخ عبد الناصر بليح بعمل انتخابات مجلس إدارة الصندوق بالمديريات أو بقطاعات ثلاثه أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:57 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافماذا تعرف عن صندوق نهاية الخدمةأمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالأحد مارس 06, 2016 7:36 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافإعلان شغل وظائف بمديرية أوقاف بني سويف أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:48 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الذين سيحصلوا على الدرجات بوزاة الأوقاف لجميع العاملين بالوزارة 2016 أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالخميس مارس 03, 2016 7:33 am من طرفمنتديات أئمة الأوقافأسماء الناجحين في مسابقة إيفاد القراء في شهر رمضان 1437هـ 2016 م أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالثلاثاء مارس 01, 2016 8:50 am من طرف

منتديات أئمة الأوقاف المصرية  :: الداعية جامع وجامعة :: الدوريات والكتب :: مقالات من الصحافة المصرية والعربية

شاطر
أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:13 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 44
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:13 pm



أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن


د.إبراهيم أبو محمد | 02-03-2010 23:07

في احتفالنا بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم يحسن بنا أن نتكلم عن عظمة النبي في أميته، وعن الشبهات التي تواترت على كتابه المعجز (القرآن الكريم) في الجاهلية وفي العصر الحديث، ونستبين الحقائق في هذا الصدد، ونكشفها ونجليها للدنيا كلها.. وفي البداية نتساءل هل النبي هو الذي كتب القرآن وألفه ؟

هذا الموضوع يتطلب نوعين من الحوار أحدهما في الشكل والآخر في الموضوع فلنبدأ بحوار في الشكل .

أولا: من المقرر في الدراسات السيكلوجية أن ملامح الذكاء الإنساني تظهر على الإنسان عادة في وقت مبكر من عمره، وفي مرحلة المراهقة يتعشق البطولة ويحب التميز على أقرانه ويهوى أن ينسب إليه كل عمل له صلة بهذ التميز، وغالبا ما تتحدد ملامح الشخصية وقسماتها العامة في نهاية العشرين من العمر، فتعرف مواهبه وهواياته وقدراته على الاستيعاب والتحصيل وتصل هذه المرحلة إلى قمتها عند الخامسة والعشرين من العمر، وعند هذه السن يكون الإنسان في قمة شبابه وربيع عمره، ومن ثم يتحدد مصيره ومسار حياته من حيث النجاح أو الفشل، والإنسان بطبعه يحب أن ينسب إليه من الشرف ما يجعله متميزا في قومه، والكل يحرص عادة على نسبة الشرف إليه، بل إن البعض يحرص على أن ينسب إلى نفسه من الشرف ما فعله وما لم يفعله، ولا شك أن ادعاء تأليف القرآن على ما فيه من جزالة في اللفظ وجرس في النطق وقوة في الإقناع وروعة في المنطق وصدق في تصوير الحقائق فاق به عرائس الشعر وإن لم يكن شعرا، وتجاوز به مقدرة كل أصحاب المعلقات السبع، لا شك أن ذلك كله شرف تشرئب إليه أعناق العظماء وأساطين البلاغة والبيان، وهو ادعاء يرفع صاحبه إلى قمة المجد ويكلل هامته بشرف تأليف كتاب يتحدى به الدنيا في عهده وفي غير عهده وفى زمانه وفي كل زمان بعد أن عجزت الدنيا بإنسها وجنها أن تأتي بمثله أو حتى بسورة من مثله. فكيف ساغ لمحمد أن يصر على أنه أمي وأن ينفي عن نفسه هذا الشرف العظيم، وأنه لم يؤلف هذا الكتاب ولم يخطه بيمينه، اللهم إلا في حالة واحدة هى أن يكون وفاؤه لصدقه وولاؤه لأمانته أعلى وأغلى لديه من كل إغراءات الدنيا. وتلك شهادة أولى تجعل القريب والبعيد والقاصى والدانى يشهد له بالتفرد بقمة الصدق وبأنه بلغ في الأمانة شأوا لم تعرف الدنيا شبيها له أو نظيرا .

من المعروف لكل دارس في التاريخ والسير أن الله جلت حكمته أراد أن تكون حياته صلى الله عليه وسلم صفحة مفتوحة يعرفها الجميع، ولم يسلط الضوء على حياة بشر فيكشف كل ما فيها مثلما سلط الضوء على حياة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، ولم يعرف في تلك الحياة ما يشينه أو يخدش من كرامته، بل إن الرأى العام القرشى لم يجمع على صدق رجل وأمانته وعفته وخلقه العظيم كما أجمعت قريش على شخصية محمد بن عبد الله قبل البعثة، وقد شاء الله أن تكون شهادتهم هم دليلا على صدقه ودليلا أيضا على أنهم حين يكذبونه بعد ذلك فهم يتناقضون مع أنفسهم، وكان تدبير القدر في هذا الشأن أبعد من مجرد إجماع قوم على رجل منهم بأنه الصادق والأمين يستودعون عنده ما يخافون عليه من الأمانات ويستأمنونه على أخص أسرارهم، ولو أنه ادعى أنه ألف القرآن وكتبه من عند نفسه لصدقوه، فهم مع كثرة تجاربهم معه واحتكاكهم به واحتكامهم إليه في أخطر قضاياهم لم يجربوا عليه كذبا قط، ومع ذلك فهو لم يدع مرة أنه ألف القرآن وكتبه من عند نفسه على ما في ذلك من شرف وإنما كان دائما يصر على الحقيقة ويؤكد دوما أنه يتلقاه من ربه".

فإذا كان الأمر كذلك فكيف يسوغ في العقل أن يتهم من كان مثله بأنه يكذب...... وعلى من..... على الله... فيدعى أنه نبي وأنه يتلقى من ربه وحيا.. وهو من هو، هو المعروف بينهم بالصادق والأمين، وبأنه في صدقه وأمانته لا مثيل له أو شبيه، وهكذا شأن القدر الأعلى يقيم حجة الحق وبرهانه بوسائل شتى منها ألسنة الباطل نفسه، فياعجبا لأقدار الله .

(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ . قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ . فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) (يونس: 15-17).

إن أهل البيئة العربية عموما وأبناء قريش على وجه مخصوص وتلك هي بيئته التي نشأ فيها وترعرع بين أحضانها يحبون الفخر بأصلهم وقوتهم وكرمهم، كما يحبون الفخر ببطولة أبنائهم وبلاغة شعرائهم، ولم تعرف الدنيا لا في القديم ولا في الحديث أمة من الأمم تقدس الكلمة لدرجة أنهم كانوا يقيمون لها معرضا ويبنون لها عرشا ويصنعون لها عرسا، ويعلقون أجملها بأستار الكعبة تخليدا لها وتقديرا لقائلها.

فهل يكون من المعقول في هذا الجو المشبع بكل أضواء الفخر والتقدير أن تكون لدى محمد موهبة يعلو بها فوق كل أقرانه من الشباب، والشعراء منهم والبلغاء ويستطيع بها لفت الأنظار وجذب الأضواء إليه، ثم يكتمها ويؤخرها إلى سن الأربعين....؟

ثم من أدراه أنه سيعيش إلى سن الأربعين حتى يتمتع بثمرة موهبته هذه...؟

فهل هناك بشر علمه القرآن وأملاه عليه ....؟

وإذا لم يكن هو الذي ألفه، لكن أملاه عليه شخص آخر فإن السؤال يظل مطروحا ألم يكن من الأجدر لمن أملاه على النبي أن يأخذ هو هذا الشرف لنفسه وأن يتميز وينفرد به بين البلغاء والعظماء من أهل الفصاحة والبيان......؟

وإذا كانت هذه الفكرة، فكرة الإملاء وأن غيره من البشر هو الذي أملاه عليه، فمن يا ترى هو هذا الغير..؟ وهل ظل يمليه عليه ويعلمه إياه قرابة ربع قرن من الزمن في سرية تامة بحيث يظل مجهولا دون أن يعرفه أحد طوال هذه المدة..؟

إن هذا القول ضد كل القواعد المقررة في دراسة الشخصية الإنسانية وما جبلت عليه، كما أنه أيضا ضد الطبيعة المتعارف عليها في البيئة العربية التي يزخر تاريخها كما تزخر أدبياتها بحب الفخر والسعي إليه.

ثم ألم يفكر في الأمر أعداء محمد وهم أشد الناس حرصا على صرف الناس عنه والصد عن دعوته فيكشفون عن هوية هذا المعلم المجهول؟ وهل هو من الإنس أم من الجن ؟؟ ومن العرب أم من العجم ويفضحون سريرته ومؤامرته على تسفيه أحلامهم وسب آلهتهم ...؟

الغريب أن هذا الزعم نفسه خطر ببال أهل الجاهلية الأولى كما يخطر الآن ببال أهل الجاهلية الحديثة، ومن روعة القرآن وقدرته على ضحد الشبه أنه سجل هذا الزعم وضحده فقال تعالى حكاية عنهم: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا . وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا . قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا)(الفرقان: 4-6)

( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ . أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ . أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ . وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ) (المؤمنون: 8 6 ـ 71).

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ. مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ . وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيد) (فصلت: 4. ـ43).

( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا . وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) (الإسراء: 76 ـ 77)

(وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ. وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )( النحل: 1.1 ـ 1.3).

(وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ . فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ . كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ . لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ . أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ . أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ . ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ . مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) (الشعراء: 192ـ 2.7)

والذين قرؤا التاريخ ودرسوا سيرته عليه الصلاة والسلام يعرفون جيدا أنه قد اجتمعت فيه كل خصائص الكمال الخلقي من حيث الأمانة والعفة والصدق والوفاء والشهامة والمروءة ونجدة المظلوم ونصرة الضعيف والعطف على ذوى الحاجات، وقد سجل لنا التاريخ نبوغه وتفرده وتميزه على أقرانه في كل تلك الصفات، غير أن التاريخ نفسه لم يسجل لنا نبوغا أو بلاغة عرفت عنه في عالم الكلمة شعرا أو حتى نثرا، وإنما سجل لنا أنه أمى لا يقرأ ولا يكتب ولم يذهب إلى معلم قط، فمن أين جاءته يا ترى كل هذه الثروة من البلاغة والبيان والتي أعجزت كل العرب في زمانه وفي غير زمانه أن يأتوا بمثلها، هل كانت هذه الموهبة ثورة مستكنة في نفسه خبأها إلى سن الأربعين ثم فجرها فجأة وتحدى بها العرب السابقين منهم واللاحقين فأعجزهم....؟

وهل يمكن لمنهج علمي أو حتى لإنسان يعيش في الحياة بنصف عقل أن يقبل مثل هذا الافتراض المزعوم؟!

إن العقل الذي يفترض هذا هو عقل فقد التعقل ولا يصح معه حوار أو مناقشة .وليس القرآن إلا كما قال الله:

(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ . وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ . أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ . فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ . كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ . لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ . أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ . أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ . ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ . مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) (الشعراء: 192ـ 2.7)، وللحديث بقية..

* رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية





الموضوع الأصلي : أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي





أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:17 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرف العام
الرتبه:
الصورة الرمزية

الشيخ / أحمد عبد النبي

البيانات
عدد المساهمات : 1621
نقاط : 3184
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
العمر : 44
العنوان : تلبانه مركز المنصورة محافظة الدقهلية

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Emptyالخميس يناير 20, 2011 11:17 pm



أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن


د.إبراهيم أبو محمد | 04-03-2010 00:13

نستكمل ما بدأناه في المقال السابق، ونتحدث عن إعجاز القرآن في مضمونه ومحتواه، وربانية مصدره.. فالدارسون للقرآن الكريم يدركون أن الهدف الأول والغاية الأولى لهذا الكتاب (القرآن الكريم) إنما هو هداية البشر بالدرجة الأولى، وهو في سبيل تلك الغاية ينوع في أدلته وبراهينه ويدخل إلى العقل من كل مدخل ويتسلل إليه من كل منفذ ويحيط به من كل جانب، ومن ثم تنوعت موضوعاته لتشمل كل ميادين الحياة والكون والإنسان، ولا يمكن لكتاب أو لكاتب أن يخاطر بالحديث في كل تلك الموضوعات بداية بحكاية تاريخ بعض السابقين من أهل الأمم والحضارات البائدة، ومرورا بأحداث في المستقبل الآتي ثم نهاية بطرح حقائق علمية وحقائق كونية لم يتعرف عليها العلماء إلا في إلا القرون التالية، والأمر الأغرب أن يصدر هذا الكلام من فم رجل يعرف الجميع أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب اللهم إلا أن يكون على مستوى من الإيمان والثقة بأن ما يتلوه من قرآن إنما هو وحي صادر ممن خلق الإنسان والكون والحياة، وتلك شهادة يشهد بها لمحمد من آمنوا به وعرفوه وحتى من لم يؤمنوا به ولم يعرفوه ممن درسوا وتخصصوا في علوم الكون وعلوم الحياة، بل يشهد بها رب محمد الذي اختاره رحمة للعالمين شهادة لمحمد بالرسالة ولكتابه بأنه وحي معصوم قال تعالى: (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) (سورة النساء: 166)

نماذج من المضمون في النفس والآفاق:

عندما نقرأ نصا واحدا من نصوص القرآن نزل منذ أكثر من 14.. سنة يقول: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت: 53)

نتساءل هل يمكن لبشر مهما كان عقله ومهما كانت ثقافته أن يغامر بمثل هذا القول وبصيغة المضارعة التي تدل على التجدد والاستمرار...؟ وهل يملك بشر مفاتيح الزمن في حاضره ومستقبله ليؤكد هذا القول في ثقة ووضوح........؟

والآيات هنا التي وعدنا النص بأن يراها أهل كل زمان في النفس والآفاق هي البراهين والحجج التي لا تتوقف عند زمن معين، وإنما تتجدد عبر الأيام والليالى لتكون شاهد صدق على ما قاله الله وما بلغه عنه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

ومحمد هو أول من تلقاها من البشر وتلاها على أصحابه وتعبد ربه بتلاوتها وتطبيقها، ومعروف أن البيئة العربية في زمنه صلى الله عليه وسلم كانت بيئة بسيطة في ثقافتها لا تعرف شيئا من مكتشفات العلوم الحديثة، بل إن العلوم الحديثة بكل نظرياتها وحقائقها لم تكن معروفة في ذلك الوقت لا عند العرب ولا عند غيرهم، غاية ما وصلت إليه البشرية في حينها لم يكن سوى شذرات متناثرة من بقايا بعض التعاليم الدينية لا يربطها رابط لدى بعض الأفراد في أماكن متفرقة، وهي لا تشكل على الإطلاق شيئا يذكر، أما الكتاب الذى نزل على محمد صلى الله عليه وسلم والذي استغرق في تكامله ثلاثة وعشرين سنة فهو يشكل منهجا متكاملا للحياة يخاطب العقل والوجدان والروح بكل وسائل الإقناع والإبداع والروعة، وتشير آياته إلى حقائق من العلم في الأنفس والآفاق لم تكن معروفة وقت نزوله، بل إن بعضها لم يكتشف إلا في عشرينيات القرن الماضي فقط كعلم الأجنة مثلا، وهو علم أفاض القرآن في الحديث عن كثير من حقائقه، ومثال ذلك: مراحل خلق الإنسان حيث ذكرها القرآن بتفصيل أبهر عقول العلماء المتخصصين من أمثال البروفيسور موريس بوكاي العالم الفرنسي المعروف، عندما قرأ نصا واحدا من القرآن فوجده يصور مراحل خلق الإنسان تصويرًا دقيقًا يتفق تماما مع حقائق علم الأجنة والتي لم يكتشفها العلماء إلا في القرن العشرين، كما أنه وجد النص الكريم يلخص قصة الحياة والموت من بدايتها وحتى منتهاها في خمس أيات فقط هي قوله تعالى: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ. وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ)( المؤمنون: 12 ـ17)

وعلى أثر ذلك ألف بوكاي كتابه المشهور "التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء العلم الحديث" وشهد الرجل فيه بأن محمدا الإنسان العظيم الذي قرأه وتلاه علينا وبلغه لنا كان أميا لم يذهب إلى جامعة ولم يجلس إلى معلم، فمن أين جاءته تلك الحقائق إن لم يكن هذا النبي الأمي تلقاه وحيا معصوما من الله الذي خلق الأنفس والآفاق؟!.

نموذج آخر: من المعروف في حقائق العلم الحديث أن طبقات الجو العليا يقل فيها الأوكسجين ويزداد فيها الضغط، وكلما زاد الارتفاع صعودا كلما زاد الضغط وقلت نسبة الأوكسجين وهذه حقيقة علمية لم تكتشف إلا بعد محاولات الطيران عندما تمكن الإنسان من صناعة الطائرات وصعد بها إلى السماء، غير أن القرآن أشار إلى هذه الظاهرة عندما تحدث عن أثر الهداية إلى الإسلام في شرح الصدر، بينما شبه الحالة العكسية وهي حالة الضلال بالحرج وضيق الصدر وكأن صاحبها يزداد ضغطه ويكاد لا يجد ما يتنفس به من الهواء وكأنه يصعد في السماء . قال تعالى ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام: 125) فهل كان هنالك من يعرف هذه الحقيقة من العرب أو العجم عند نزول القرآن .....؟!.

وهل تبقى في النفس شبهة بعد ذلك تدعى أن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ألف هذا القرآن من عند نفسه...؟

نموذج ثالث: في طبقات الجو العليا وخارج نطاق الجاذبية الأرضية كلما زاد الارتفاع يقل الضوء إلى أن ينعدم تماما ولا يوجد ضوء يساعد على الرؤية، ومن ثم يسود الظلام الدامس ولا تستطيع العين المجردة أن ترى شيئا، لأنه من المعروف أن العين لا ترى وحدها، وإنما لابد من وسط يعين على الإبصار، وفى أحد من المؤتمرات العلمية التى انعقدت في مصر تطرق عالم ألماني لهذه الحقيقة، وعندما قال له العالم اليمنى الشيخ عبد المجيد الزندانى نحن نعرف هذه الحقيقة منذ مئآت القرون، وكان رد الرجل مستحيل أن تكون هذه الحقيقة معروفة قبل الخمسينات من القرن العشرين حيث تم اكتشافها فقط في ذلك الوقت وبعد النشاط العلمى في الأبحاث حول الفضاء، فكيف تقول بأنكم تعرفونها منذ مئات القرون، وكان جواب الشيخ: أن القرآن حدثنا عنها قبل اكتشافكم لها، وازداد تعجب الرجل واستغرابه لهذا الكلام، حتى أتاه الشيخ بالآية التي أشارت إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (الحجر: 14-15) فطلب الرجل نسخة من القرآن وعكف عليها وتخلى عن جلسات المؤتمر، ثم لم ينته المؤتمر إلا وقد اعتنق الإسلام تصديق لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(فصلت: 53) والضمير هنا في قوله تعالى "أنه الحق يشير إلى القرآن الكريم" فهو حق، نزل من الحق بالحق، (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا. قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا . وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (الإسراء: 1.5-1.9)

والدارسون المحدثون لعلوم الكون وعلوم الحياة ممن قرءوا القرآن وتعرفوا على آياته يلحظون التوازن الفذ القائم في هذا الكتاب بين عالمين كلاهما من صنع الله، الأول قوله وهو القرآن، والثاني فعله وهو الكون، فكأن كلاهما يحيلك إلى الآخر في الدلالة على الله والتعرف عليه والاستفادة من هداياته. وتأمل هذه الآيات في الربط بين القرآن والكون وكأن كليهما وجهان لعملة واحدة (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ . إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ . فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ. لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ . تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الواقعة: 75-8.)

(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ. وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ . وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ. إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ . وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ . وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ . وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ . وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ . فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ .إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ .لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ . وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(التكوير: 15-29)

ومن ثم فقد امتزج في هذا الكتاب وفي تناسق عجيب وتماسك أعجب مجموعة من العوالم تجمع فيما بينها بين عالم المادة، وعالم الروح، عالم العقل والفكر، وعالم القلب والشعور والوجدان. عالم الغيب، وعالم الشهادة . فهل كان لمحمد صلى الله عليه وسلم من المواهب ما يجعله قادرا على فعل ذلك....؟ بل هل كان لدى أحد من العرب أو العجم تلك المقدرة حتى يدعي أنه هو الذي ألف هذا الكتاب ...؟ وصدق الله إذ يقول: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرا) (النساء: 82)

* رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية





الموضوع الأصلي : أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن // المصدر : منتديات أئمة الأوقاف المصرية // الكاتب: الشيخ / أحمد عبد النبي






توقيع : الشيخ / أحمد عبد النبي






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



أمية النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وشبهات حول القرآن Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة