نبي الرحمة ــ صلى الله عليه وسلم ــ بقلم د سالم عبد الجليل الجمهورية 22 يناير 2011 م
قرآن وسنة
نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم "1"
د. سالم عبدالجليل
Salemr30@gmail.com
الحمد لله الذي أرسل نبيه رحمة مهداة وجعل بعثته صلي الله عليه وسلم رحمة بالخلق عامة فقال عز وجل عنه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" سورة الأنبياء الآية: 107 فكان صلي الله عليه وسلم الرحمة المهداة الي الخلق كلهم وحث علي العطف علي جميع الناس ورحمتهم فقال صلي الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس وكلمة الناس هنا تشمل كل أحد من الناس دون اعتبار لجنسهم أو دينهم وجاءت النصوص في باب الرحمة مطلقة وقد ساق البخاري في باب رحمة الناس والبهائم حديث النبي صلي الله عليه وسلم "ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه انسان أو دابة إلا كان له صدقة" فدين الاسلام دين السماحة والرحمة يسع الناس كلهم ويغمرهم بالرحمة والاحسان.
وتأمل أخي القاريء ما لقيه صلي الله عليه وسلم من أنواع الأذي في سبيل دعوته ونصحه للخلق ولما سألته عائشة رضي الله عنها قائلة: يا رسول الله هل أتي عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: لقد لقيت من قومك وكان اشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي علي ابن عبد يا ليل فلم يجبني الي ما أردت فانطلقت وأنا مهموم علي وجهي فلم استفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال ان الله قد سمع قول قومك وماردوا عليك وقد بعث اليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يا محمد ان الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني اليك لتأمرني بأمرك فما شئت ؟ان شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا أخرجه الشيخان.
لهذا استحق أن يخلع الله له عليه اسمين من اسمائه ووصفين من صفاته ولم يكن هذا لأحد غير رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال في وصف ذاته جل وعلا "ان ربكم لرءوف رحيم" وقال في وصف نبينا صلي الله عليه وسلم "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" سورة التوبة .128
ورحمته صلي الله عليه وسلم شملت العالمين فقال سبحانه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" فقال ابن عباس من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما اصاب الأمم من الخسف والقذف أي صرفت عنه العقوبة التي كان يعاقب بها الأمم يعني في الدنيا.
آيات في الرحمة:
قال تعالي "وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب" سورة الكهف .58
وقال تعالي "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" سورة الاسراء .24
وقال تعالي "وربك الغني ذو الرحمة ان يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء" سورة الأنعام .133
وقال تعالي "كتب ربكم علي نفسه الرحمة" سورة الأنعام .54
وقال تعالي في صفة أهل الايمان "ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة" سورة البلد 17 حديث النبي عن الرحمة:
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لما قضي الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش ان رحمتي غلبت غضبي" متفق عليه.
* وعنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتي ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه متفق عليه.
* وعنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال لو يعلم المؤمن ما عند الله عز وجل من العقوبة ما طمع بالجنة أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد رواه احمد.
* وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال كان في بني اسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين انسانا ثم خرج يسأل فأتي راهبا فسأله فقال له هل من توبة قال لا فقتله فجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحي الله الي هذه أن تقربي وأوحي الله الي هذه أن تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فوجد الي هذه اقرب بشبر فغفر له متفق عليه.
* وعن جندب ان رسول الله صلي الله عليه وسلم حدث ان رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان وان الله تعالي قال من ذا الذي يتألي علي ألا أغفر لفلان ؟ فإني قد غفرت لفلان واحبطت عملك رواه مسلم.