حرمان نعمة التوفيق للعلماء للدكتور عبد الله النجار
قرآن وسنة
د. عبد الله النجار
جريدة الجمهورية 26 يوليو 2010 م
بعض المتحدثين في الدين محرومون من نعمة التوفيق فيما يجب أن يلتزموا به من القول الصحيح في الدين وما لا يصح ولا يسوغ أن يقولوه أو يتلفظوا به ومن عجيب أمرهم انهم يتلفظون بعباراتهم الكريهة في الدين وألفاظهم السيئة فيه وهم يظنون انهم ينصرونه ويضحدون حجة خصومة وقد يجييء حديثهم في نبرة انفعال أو حدة تناول يظنون بها انهم علي مكانة عالية في العلم وهم اجهل ما يكونون بأحكامه أو الفهم الصحيح له أو انهم بما يقولونه من تلك العبارات التي لا يصح أن تقال قد انتصروا للدين بالضربة القاضية وهم بذلك الحمق إنما يجلبون له الخزي والعار.
ومن هذا القبيل ما جاء علي لسان احد المتحدثين في برنامج بثته إحدي الفضائيات ودار الحديث فيه عن دور المصريين في خدمة الدين وانهم أخوال العرب والخال والد كما قال معلقا علي عبارة أخوال العرب هذه صديقي العزيز الدكتور توفيق عكاشة وهنا جاءت تلك العبارات المحرومة من كل مظاهر توفيق الله للضيف الذي تلفظ بها وكانت عن دور المصريين ايضا لكنه اصاب جهودهم بالعمي وهو يريد أن يصلح عيونها بالكحل كما يقول المثل السائر. قال المتحدث: ان بعض اللصوص أرادوا أن ينبشوا قبر النبي صلي الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ويعبثوا ببدنه الطاهر وعلم بأمرهم حسام الدين لؤلؤ المصري المعروف فتربص لهم وقبض عليهم وإلي هنا والكلام جميل وكان من الممكن أن يقف المتحدث عنده فيوفي بالغرض ويحقق المطلوب. لكنه استطرد في كلامه وأضاف حكاية افسدت الطبخة وجعلت دور هذا المصري الذي دافع عن البدن الشريف دور سفاح خطير يتضاءل ما انجزه من تلك المهمة الشريفة أمام الخزي الذي اقترفه بحق من شرعوا فيها حيث فعل بالمتهمين كما قال المتحدث سامحه الله من الانتقام ما جعله يقوم بنحرهم في أيام التشريق أي ان حسام الدين لؤلؤ الوالي المصري الذي قبض علي من فكروا أو شرعوا في نبش قبر النبي صلي الله عليه وسلم ذبحهم أيام التشريق كما تذبح الخرفان تقربا إلي الله تعالي. فأفسد ما قاله بتلك القصة التي لا يصدقها من لديه ذرة من عقل فمن يصدق ان أمة فيها من الأئمة والعلماء الذين كانوا يتصدون لظلم الحكام بشجاعة سجلها التاريخ من أمثال العز بن عبدالسلام وغيره من الأئمة الاعلام يسمحون لحاكم ان يذبح بشرا بمثل تلك الجريمة التي لم تكتمل أركانها وفي أيام كريمة علي الله كأيام مني وما قيمة تلك القصة المكذوبة حتي تحكي علي العالم بهذا الاسلوب الفج الجهول الذي يصور المصريين والمسلمين بأنهم فئة من السفاحين الذين يذبحون من يتهم منهم في جريمة لم تتم بالذبح في أيام مني التي لا يجوز فيها اعدام سفاح متهم بقتل أمه وبناء علي تلك القصة المكذوبة التي نخعها العالم الجليل فإنه لا لوم علي من نحروا صدام حسين صبيحة يوم العيد أول أيام التشريق نعم لا يصح أن نلوم عليهم لأن المعزة عندنا وعندهم اللهم اخرس ألسنة الأغبياء.