أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
جريدة الأسبوع 29 أبريل 2010 م كتبت زينب عبداللاه حين تسمعه أو تتحدث إليه تشم عطر صحابة رسول الله 'صلي الله عليه وسلم' تشعر وكأنك أمام أحدهم.. يجمع بين قوة وهيبة العالم الجليل الذي لا يخشي في الحق لومة لائم ورقة وحنان قلب يذوب عشقاً في حب رسول الله 'صلي الله عليه وسلم'.. يستحضر مواقفه صلي الله عليه وسلم في كل كلماته وأفعاله.. عالم من نوع مختلف.. فقد تعاملت خلال عملي مع عشرات من علماء الدين الأجلاء ولكنني حينما أري أو أسمع مولانا الشيخ محمد الراوي عضو مجمع البحوث الإسلامية أشعر شعوراً مختلفاً بأن هناك تواصلاً روحانياً يغمر به كل من يتعامل معه أو يسمعه أو يتحدث إليه فتراه مميزاً بين كل علماء الدين أينما وجد يحظي باحترامهم وتقديرهم يلتفون حوله ويعتبرونه قبلتهم العلمية والروحانية.. لا يستحيي أي منهم -أياً كان مركزه ومكانته وعلمه - من أن يقبّل يديه الطاهرتين عرفاناً وتقديراً لعلمه ومكانته التي تعلو فوق كل منصب أياً كان حجمه.. يفعلها الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية علي علمه ومكانته.. يسرع إليه حين يراه يستقبله ويقبل يده أمام الجميع وبين عدد من كبار العلماء والمشايخ لأنه يعرف قدر هذا الرجل ومنزلته.. يأسرك ببساطته وابتسامته ودعائه لك فتشعر بأنه أبوك أو جدك وحتي حين تستمع إلي برامجه دون أن تراه أو تعرفه عن قرب تشعر بنفس الإحساس فصوته الحنون وكلماته الصادقة المهمومة بهموم الأمة الإسلامية تخرج من القلب لتخترق كل الحواجز إلي قلوب وعقول الملايين من محبيه ومستمعيه الذين يتابعون برامجه فيجمعهم علي 'مأدبة القرآن' و'مع آيات القرآن' و'قصص القرآن' ليصل بهم إلي 'حق اليقين'. علاقة فطرية تجمع بينه وبين كل من يراه أو يسمعه كتلك الحالة التي كانت تجمع بين أبناء الأمة وبين كل من الإمام الغزالي والشيخ عبدالحليم محمود والشيخ الباقوري والشيخ الشعراوي.. فمولانا الراوي حالة في حد ذاته تمثل عصر الفتوة الدعوية التي تلتحم بوجدان كل أبناء الأمة الإسلامية فتحظي بإجماعها ومحبتها وثقتها.. قوي في الحق لا يمائي ولا يهادن حين يتحدث عن أحوال الأمة.. لا يخشي أحداً إلا الله.. يعرف حجم مسئولية العالم ودوره خاصة في أوقات الشدة التي تعانيها الأمة الإسلامية.. تنطلق نصائحه وآراؤه لا يقف أمامها أي حاجز ليقول كلمة الحق حين يعجز الكثيرون عن النطق بها.. يدعو الحكام إلي أن يتقوا الله في الشعوب وتنطلق دموعه وهو يتحدث عن أحوال المسلمين وأمة الإسلام وعن استشهاد الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس الذي تمزق جسده الضعيف علي يد طائرات العدو الصهيوني التي تربصت به بعد أن أدي صلاة الفجر في عملية إجرامية قذرة أعد لها المجرم شارون ليصف مولانا الراوي الشيخ ياسين بالتقي الطاهر المجاهد الذي علم الأطفال في فلسطين عزة الإسلام ونخوته وهو يجلس علي كرسيه قعيداً.. يتحدث مولانا عن التفاوض مع العدو ليؤكد أننا لن نستطيع أن نفاوض الصهاينة ونحن نضع رءوسنا تحت أقدامهم وأننا وقبل أن نجنح للسلم لابد أن نعد القوة حتي يخضع العدو للحق والعدل ولا ننجرف إلي سرداب المفاوضات ونحن متفرقون وأموالنا مبددة وقوانا مشتتة.. يوجه كلمة أبي بكر الصديق للحكام والشعوب قائلاً: 'احرص علي الموت توهب لك الحياة' مؤكداً أن من لا يخشي الموت في سبيل الله لا يمكن أن يذل أو يهان وأن هذه هي مشاعر أطفال ونساء الأرض الطيبة في فلسطين.. ينفعل حين يسأل 'ماذا بقي لأمتنا لتدافع به عن نفسها أمام ربها حيال ما يحدث لاخواننا المسلمين؟'.. يشغل نفسه بأحوال الأمة الإسلامية وهمومها في كل مكان حتي أنه كان سبباً في إنشاء أول إذاعة للقرآن الكريم بنيجيريا وارتفاع أول صوت بالأذان والقرآن فيها حين تحدث في أولي محاضراته بجامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية التي ظل يعمل بها لمدة ٥٢ عاماً عن مسلمي نيجيريا التي لم يرتفع فيها أي صوت للقرآن وتساءل: 'هل من غيور علي دين الله؟!' وخلال أيام استجاب الملك فيصل لينشئ أول إذاعة للقرآن الكريم بنيجيريا. كما بادر مولانا الراوي حين أصدر مجمع البحوث الإسلامية فتوي يؤكد فيها شرعية بناء الجدار العازل أيام الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر الراحل في جلسة غاب عنها الشيخ الراوي ليعلن رفضه بناء الجدار، مؤكداً أننا نحتاج لبناء جسور من التعاون والثقة وليس جدراناً من الخرسانة.. مؤكداً واجب المسلم في نصرة أخيه المسلم. يقشعر بدنك وتصفو روحك حين يجذبك لتجلس معه علي مأدبة القرآن ليفسره ويبسطه ويربطه بواقع حياتنا بصوته الدافئ ولهجته الصعيدية الجميلة. أما إذا قدر لك أن تراه وجهاً لوجه أو تتحدث معه عن قرب حينها ستشعر بما لم تشعر به من قبل وستتأكد أنك أمام عالم من طراز مختلف يشع علماً ونوراً وإيماناً وروحانية وحناناً لن تراه أو تشعر به إلا وأنت أمام مولانا العلامة الشيخ محمد الراوي حفظه الله لخير الأمة وصلاح أحوالها.