رأي الدكتور عبد الله النجار في نصر حامد أبو زيد
رأي الدكتور عبد الله النجار في نصر أبو زيد
د. عبد الله النجار
الجمهورية 27 يوليو 2010م
يبدو أن للفيروس الذي اخترق مخ الدكتور نصر أبوزيد. واحدث له شللاً أثر علي جهازه التنفسي ولم يفلح الأطباء في انقاذه من براثنه. يبدو أن لهذا الفيروس شخصية متكاملة التكوين. وإن لتلك الشخصية بناء ماديا هو ذلك الحجم المتناهي في صغره. والذي لا يري بالعين المجردة. ولا بالبصيرة العادية أو الأجهزة التقليدية. وإنما يري بالأجهزة الحديثة ومن علماء علي خبرة فائقة به وتخصص دقيق فيه. وعلم كامل بهيئته. ولولا ذلك العلم الدقيق لما عرف ذلك الفيروس أو غيره من الفيروسات التي علي شاكلته بل ويظنه الناس قطعة لحم عادية أو ذرة دم أو أي شيء من تلك العوالم الكثيرة في بدن الإنسان والتي تجعل من هذا البدن محيطاً ممتليء بمختلف الكائنات المعروفة والمجهولة ووجه الغرابة. أو الأدق أن نقول : وجه الحكمة في شخصية هذا الفيروس المتناهي في ضآله حجمه. إن له إرادة وتدبيراً لا يقل عما في الإنسان المفكر. وربما فاق تدبير الإنسان في التجرد من الهوي والانسياق وراء فطرته التي لا يملك في تعديل مسارها شيئاً وهو فيها كالطلقة الموجهة إلي الغاية المرسومة لها. فلا تملك أن تحيد عنها وفقا لقانون الأسباب والمسببات. إنه كالقذيفه التي يطلقها قدر الله لتمضي إلي غاية لا تملك الانحراف عنها ولا تقدر علي إهمال تنفيذها. بينما الإنسان قد يقعد عن غاياته لدواعي العواطف أو الغرائز. أو الهوي والعرض.
ومن ملامح القدرة المتعلقة بجانب التدبير والقصد إلي غايته في شخصية هذا الفيروس إنه فيروس مؤمن بربه ومسبح بحمده. ويدخل بالقطع ضمن تلك العوالم المسبحة بحمد ربها مما نعرف ومما لا نعرف منها والتي يقول الله فيها : وإن من شيء إلا يسبح بحمد ربه ولكن لا تفقهون تسبيحهم. وهو فيروس مؤمن بجميع أنبياء الله ورسله ومنهم خاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم وأن لديه فقها فطريا بأمر هذا الدين العظيم الذي بعث به ويقدر علي ادراك ما يقال فيه من العلم الصحيح أو اللغط الباطل الذي يستهدف هو الناس عنه أو تنفيرهم منه. وانه علي وعي كامل بهذا الإدراك الصحيح للدين ولا يقدر احد علي تضليله فيه. ولو كان لدي فلاسفة عصرنا من امثال الدكتور نصر أبوزيد قدرة علي مواجهة هذا الفيروس. وفهم حجته الصحيحة في الدين لخجل من نفسه ولأ يقن أنه كيان اتفه من هذا الفيروس والضئيل رغم ضخامة جسم الدكتور وضآلة حجم الفيروس كما أن لهذا الفيروس سراً عجيبا علي سماع الباطل. وانهال صاحبه لعله يعود إلي صوابه ويرجع عن ضلاله ولديه قوة بدنية وتدميرية عاتيه لا تستطيع قوة في الأرض أن تمنع خطرها أو تحد من هولها. ولولا تلك القوة الهائلة ما سلحه ربه بذلك الصبر الكبير الذي جعله يتحمل تلك الهلفطات الكلامية التي ظل الدكتور نصر أبوزيد يرددها علي امتداد عقود من الزمان حتي وصل إلي فوق الستين ولم يعذر بسنه.. وأن له عزيمة ومضاء "قوية" إذا انطلقت لهدفها القاتل فقل يا رحمن يا رحيم. إن لله جنودا لا تري بوجههم لإمضاء مراده وانفاذ قدره فيمن يظنون أنهم في منأي من انتقام الله. ولا نملك ألا نقول : أمنا بالله.