من المسئول عن الفتنة الطائفية الآن الدكتور محمد عمارة : التطرف في الكنيسة الأرثوذكسية أزمة "مؤسسية" وليس خطأ أفراد
كتب – صبحى عبد السلام وأحمد سعد البحيري وحسين أحمد (المصريون) | 26-09-2010 03:10
قال المفكر الإسلامي الكبير وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد عمارة أن التطرف الذي تشهده الكنيسة الأرثوذكسية في مصر الآن هو انحراف "مؤسسي" وليس خطأ عارضا أو فرديا للأنبا بيشوي أو غيره ، وبصراحته المعهودة حمل عمارة البابا شنودة مسؤولية تنامي تلك النزعات المتطرفة داخل الكنيسة ، مشيرا إلى أنه كتب كلاما مطابقا لكلام الأنبا بيشوي في كتاب منشور له ، كما صرح به في مجلات وصحف عديدة مثل مجلة الهلال وصحيفة الأسبوع حاول فيها أن يلوي نصوص القرآن لكي يظهرها مؤيدة للعقيدة المسيحية ، وتساءل عمارة في حديثه إلى برنامج "الحصاد" بقناة الجزيرة الفضائية بثته مساء أمس السبت : لماذا لم تكن فى مصر فتنة طائفية قبل تولى البابا شنودة رئاسة الكنيسة , ولماذا لا يثير المسيحيون الكاثوليك أو الإنجيليون أو غيرهم من الطوائف المسيحية الأخرى الفتنة مثلما تفعل الكنيسة الأرثوذكسية ، مؤكدا أن الموقف الحاسم وليس المتردد من الدولة هو الذي يمكنه وقف هذه الفتن والتحرشات التي يقوم بها بعض رجال الكنيسة .
وطالب عمارة بعودة الكنيسة الأرثوذكسية إلى سابق عهدها بالعناية بالرسالة الروحية والإبتعاد عن السياسة , والتوقف عن الإستقواء بالغرب , كما حذر الكنيسة مما أسماه بجر مصر إلى فتنة تهددها وتمزقها على غرار ما يحدث فى العراق ولبنان , وقال عمارة منفعلا إن الكنيسة أصبحت دولة فوق الدولة لدرجة أن البابا تحدى الدولة وتحدى القانون ورفض تنفيذ أحكام القضاء وأدلى بتصريحات لو صدرت من شيخ الأزهر أو أى قاضى لقامت الدنيا ولم تقعد , وتطرق إلى الإجتماع الذى عقده مجمع البحوث الإسلامية الدكتور برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والذى يعد عمارة أحد أعضائه يوم السبت لمناقشة تصريحات بيشوى بخصوص القرآن الكريم , وأكد أن غالبية أعضاء مجمع البحوث حريصون على الوحدة الوطنية ولكنهم فى نفس الوقت يحذرون من المساس بالعقيدة الإسلامية وأكدوا أنها خط أحمر لا يجوز لأحد الإقتراب منه .
وكانت التصريحات المتطرفة من الرجل الثاني في الكنيسة قد أثارت غضبا واسعا بين علماء الأزهر وقيادته ، أدت إلى الدعوة إلى اجتماع عاجل عقد صباح أمس ناقش تصريحات الأنبا بيشوي المتطاولة على القرآن الكريم ، وصدر على إثر الاجتماع الذي امتد لثلاث ساعات بيان انتقد بشدة تلك التصريحات ، واعتبر البيان أن مثل هذه التصريحات مماثلة للتصريحات العدوانية التي تتحرش بالإسلام والمسلمين في بعض البلدان الأوربية وغيرها وحذر من أنها تضر بشدة بالوحدة الوطنية ، مشيرا إلى أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذي يمثل العقد الاجتماعي للشعب والدولة وأن احترام هوية مصر المسلمة هو من بديهيات التزام الأقليات التي تعيش في داخلها ، وأضاف البيان ما نصه :
اجتمع مجمع البحوث الإسلامية فى جلسة طارئة السبت 16 من شوال 1431ﻫ الموافق 25 من سبتمبر 2010 م وأصدر البيان التالى:
"لقد صُدم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بما نُشر أخيراً منسوباً إلى أحد كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية بمصر من طعن على القرآن الكريم وتزييف على علماء المسلمين، الأمر الذى أثار غضب جماهير المسلمين فى مصر، وخارجها واستنكار عقلاء المسيحيين فى مصر على وجه الخصوص، والمجمع إذ يؤكد على أن هذه التصرفات غير المسئولة إنما تهدد فى المقام الأول الوحدة الوطنية فى وقت نحن فى أشد الحاجة فيه لصيانتها ودعمها، فإنه ينبه إلى أن هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم، مما يوجب على أصحاب هذه التجاوزات أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية الوطنية، وأن يراجعوا أنفسهم وأن يثوبوا إلى رشدهم".
هذا وإن رفض مجمع البحوث الإسلامية هذه التصرفات غير المسئولة إنما ينبع أولاً من حرصه على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن التى يمكن أن تثيرها هذه التصرفات التى تهدد أمن الوطن واستقراره".
ويؤكد المجمع على حقيقة أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذى يمثل العقد الاجتماعى بين أهلها، ومن هنا فإن حقوق المواطنة التى علمنا إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى عهده لنصارى نجران والذى قرر فيه أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين – هذه الحقوق مشروطة باحترام الهوية الإسلامية وحقوق المواطنة التى نص عليها الدستور.
وإذا كان عقلاء العالم قد استنكروا فى استهجان شديد إساءة بعض الغربيين للقرآن الكريم، فإن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدى لأية محاولة تسىء إلى الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها، كما أنهم مطالبون باليقظة وبتفويت الفرصة على المتربصين بأمن مصر واستقرارها وسلامتها، وبأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعاً خطاً أحمر لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد".