الإصلاح والتغيير بالتكاتف وليس بالتعاطف قلم: د. عبد الحميد زغلول
قرأت ما نُشر في جريدة (الدستور) في عددها الصادر يوم الأحد الموافق 26/9/2010م، من كلمات مقال الأخ الفاضل والصحفي المحترم أ. إبراهيم عيسى، الذي أكن له كل تقدير واحترام، وأردت أن أكتب هذه السطور؛ لتوضيح اللبس وإجلاء الحقيقة، بخصوص ما ورد بمقالكم "هدية الإخوان للنظام!".
والذي أرى فيه الكثير من الظلم للإخوان والتقليل من أدائهم؛ ولذلك أردت أن أعقِّب بهذه الكلمات.
فنحن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إصلاحية، تنتهج المنهج السلمي للإصلاح والتغيير، ونحن نسيج من نسيج الشعب المصري، نعيش مشاكله وأزماته.. نشعر بآلامه.. نشاركه أفراحه وأحزانه.. نتبنَّى قضاياه، ونتصدَّى لمن يلحق به الظلم والأذى.
نحن مواطنون مصريون ندين لوطننا بكل فضل، ونشعر تجاهه بكل فخر وانتماء، نضحِّي في سبيل حرية شعبنا ورفعة وطننا بكل غالٍ ونفيس، ونلقى في سبيل ذلك كل أذى، ونتحمَّل كل مشقَّة، دون أن يؤثر ذلك على حبنا لشعبنا، ولا على ولائنا لوطننا، ولن يستطيع أن يوهن عزيمتنا أو يوقف مسيرتنا.
لسنا ملائكة منزهين عن الزلل، ولسنا عباقرة مبرئين من الخطأ، كلنا بشر لنا عيوبنا، كما أن لنا ميزاتنا، نحاول الإصلاح، ونجتهد لتغيير واقع مجتمعنا إلى الأفضل، نخطئ حينًا، ونصيب أحيانًا، وهذه طبيعة البشر.
لسنا وحدنا في الساحة، لكنْ معنا رفقاء مخلصون، ورجال شرفاء ليسوا أقل منَّا مروءة، ولا أضعف منَّا عزيمة، ولا أقل منَّا ولاءً لوطنهم، ولا حبًّا لشعبهم، يقفون معنا بقوة، نقف سويًّا ضد الفساد، سواء تحت قبة البرلمان، أو في الشارع بين الجماهير الغاضبة في الوقفات والاحتجاجات.
نحتاج دومًا لدعمهم ونصائحهم ونقدهم أحيانًا، طالما هو نقدٌ بناءٌ إيجابي؛ بهدف علاج أخطائنا والارتقاء بأدائنا.
نسعى دائمًا إلى لمِّ الشمل، ونبذ الفرقة والعنف، وننأى بأنفسنا عن الفتن.
لنا تاريخ من العطاء، ونقدِّم على طول مسيرتنا الآلاف من الشيوخ والشباب إلى المعتقلات في سبيل نهضة أمتنا، ليس تفضُّلاً منَّا، ولا تفاخرًا، كما أنه ليس إدمانًا ولا استعذابًا، للعب دور الضحية المضطهد؛ لنيل تعاطف الشعب، فالإصلاح يكون بالتكاتف وليس بالتعاطف.
نضحِّي بأوقاتنا وأموالنا وأمننا واستقرار أسرنا؛ من أجل تبنِّي قضايا شعبنا، وليس من أجل بضعة مقاعد برلمانية، قد لا تؤثر في قرار ولا حصانة زائفة قد يستغلَّها البعض؛ لتحقيق الرغبات، وجمع الثروات.
خضنا انتخابات 2005م، وحصلنا بفضل الله ثم بثقة شعبنا مع باقي زملائنا من المعارضة على 120 مقعدًا، مارسنا بأدائنا البرلماني من خلالها ضغوطًا على الحكومة غير مسبوقة طوال الخمس سنوات، وهذا بشهادة أهلها ومضابط جلسات المجلس.
كما أننا ساهمنا في صنع هذه الصحوة الشعبية، وهذا الحراك السياسي الواعد المبشر، برغم كل شائعات النظام ومحاولاته اليائسة للتعتيم على دورنا، وإشاعة اليأس والإحباط في نفوس شعبنا؛ لكنها قطعًا ستفشل أمام وعي الشعب وعزيمة الشرفاء.
نرغب في خوض انتخابات 2010م؛ وذلك بعد التنسق مع رفقائنا من القوى السياسية الذين لن ننفصل عنهم لمزيد من الضغط السياسي والحراك الشعبي، حتى نحقق التغيير وتنعم جماهير شعبنا بالحرية والكرامة.
------------
*عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين بالبحيرة ونائب إدكو ورشيد