خير الزاد التقوي من تقوي الله الرضا بالقليل وما أحسن الرضا وما أعظمه. إنه يجلب الراحة النفسية إلي الإنسان. ويجعله في حال طيبة وبعد عن المنغصات وهو يملأ قلبه سروراً وغبطة وابتهاجاً. ويبدد ما يعتري نفسه من آلام نفسية وأمراض معنوية. ويزيل ما يحيط به من آلام وأحزان. وينقله من دائرة الضيق والعناء إلي رحابة الصدر وجو السرور. وإلي ما يجعله في أعظم مستوي من السعادة الكاملة والتألق العظيم. والخير الغامر والهناء الكبير.. والمؤمن الذي يعمل بما في القرآن الكريم من توجيهات سديدة. وإرشادات نافعة. ويربي نفسه في مدرسة القناعة والرضا بما قسم الله تبارك وتعالي. مثل هذا المؤمن الذي بهذه الصورة المشرقة الجميلة. لهو المتقي الذي يفوز بمرضاة الله جل شأنه. وينال الخير كله من ربه عزوجل ويعيش في دنياه سعيداً مبتهج النفس قرير العين مستريح الفؤاد. وهو إذا نزل به مكروه في أي شيء مما تحت يده. أو ألمت به مصيبة من المصائب الدنيوية. فإنه يقابل كل ذلك بقلب راض كل الرضا. وإيمان قوي لا يضعف ولا يهتز. ورباطة جأش وقوة نفس إنه الإيمان الكامل الذي يوجه هذا المؤمن الراضي بقسمة الله. وإنها القناعة التي تملأ جوانب نفسه. وإنه الرضا بما قدره الله وأراده. وأنه الصبر الجميل الذي يتوج هذا المؤمن. وإنه الإنسان الإيماني الذي لا يتطلع إلي ما في أيدي الناس. ولا يجنح إلي الشراهة وجمع المال من الحرام. ولا يخرج عن دائرة الدين إذا نزل به مكروه وهو المؤمن الذي يعمل لآخرته كأنه يموت غداً ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً. ويتزود لسفر الآخرة الطويل بالأعمال الصالحة. ويتحلي بالسمات الإيمانية التي تؤهله لحياة أخروية سعيدة هانئة وللرضا من الله تبارك وتعالي إن هذا المؤمن الذي يفوز بالثواب الجزيل من الله. وهو الولي الذي لا يلحقه خوف في الآخرة ولا يصيبه هم في الدنيا. وله البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وهذا هو القرآن الكريم يؤكد تلك الحياة الهانئة في الآخرة. حيث يقول رب العزة "ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم" "يونس 62 64" إنها نعم الحياة. وإنه الخير من نصيب المتقين..