هكذا تحدث الحكماء.. فردوا على سفاهة السفهاء
د. محمد عمارة | 08-03-2010
قديمة هي السفاهات والإساءات التي تجذرت في الثقافة الغربية ـ وخاصة الدينية ـ ضد رموز الإسلام ومقدساته، والتي لا تزال تمثل مخزونًا "لثقافة الكراهية السوداء".. التي تبعثها وتستخدمها مؤسسات الهيمنة الغربية في التخويف من الإسلام، وفي تبرير الغزو والنهب لعالم الإسلام!.
لقد كتب "القديس" توما الإكويني (1225 ـ 1274م) وهو أعظم فلاسفة الكاثوليكية في العصور الأوروبية الوسطى.. كتب عن رسول الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: "إن محمدًا قد أغوى الشعوب من خلال وعوده لها بالمتع الشهوانية.. وأنه قد حرف جميع الأدلة الواردة في التوراة والإنجيل من خلال الأساطير والخرافات التي كان يتلوها على أصحابه.. ولم يؤمن برسالته إلا المتوحشون من البشر الذين كانوا يعيشون في البادية"!
وفي الرد على هذا الافتراء ـ بالمنطق العقلاني المجرد ـ يجب أن يقال للإنسان الغربي:
ـ أي الحضارتين هي التي غرقت "في المتع الشهوانية"؟!.. حضارة الإسلام، التي أسسها نبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. أم حضارة توما الإكويني ـ المسيحية الإنجيلية ـ التي انقبلت على المسيحية والإنجيل؟!..
ثم.. ألا يتمدد الإسلام في الفضاء الأوروبي، ويقبل عليه الأوروبيون المتحضرون ـ وليس "المتوحشون الذين يعيشون في البادية" كما زعم هذا "القديس"..
إن أبلغ رد على مثل هذه الإساءات والافتراءات هو نشر الإحصاءات التي تبرز إغلاق الكنائس الأوروبية وبيعها وازدياد أعداد المساجد التي يذكر فيها اسم الله.. ويصلى فيها على رسول الله في مختلف أنحاء أوروبا..
وإذا كان هذا هو مبلغ فيلسوف الكاثوليكية من الافتراء على رسول الإسلام.. فلقد تفوق عليه زعيم "الإصلاح" البروتستانتي في الافتراء!.. لقد وصف "مارتن لوثر" (1483 ـ 1546م) رسول الخلق العظيم "بأنه خادم العاهرات وصائد المومسات"!!.. وتحدث عن القرآن فقال "أي كتاب بغيض وفظيع وملعون هذا القرآن المليء بالأكاذيب والخرافات والفظائع"!!..
فياليت "مارتن لوثر" ـ الألماني ـ يعلم أن موطنه ألمانيا فيها 10.000 كنيسة مرشحة للإغلاق في الأعوام المقبلة!.. وأن أبرشية "آيسن" وحدها قد أغلقت وبيعت فيها 100 كنيسة ـ من 350 كنيسة ـ بسبب انحسار التدين بالمسيحية، وقلة الزوار!.. بينما ارتفع عدد المساجد ـ عامي 2005 و2006م ـ من 141 إلى 184.. وأصبح عدد المساجد ذات المآذن 159 مسجدًا.. والمساجد التي لا مآذن لها 2600 مسجدًا.. وهناك 184 مسجدًا تحت الإنشاء ـ في بلد "مارتن لوثر" على وجه التحديد!.. أي أن للإنسان الألماني ـ في الإسلام والقرآن ونبي الإسلام ـ رأيا مخالفا ومناقضا لرأي زعيم "الإصلاح"!..
وإذا كانت "لغة الوقائع والأرقام" حاسمة في رد الافتراءات والسفاهات.. فإن شهادات العقلاء والحكماء ـ من الغربيين ـ هي الأخرى سلاح فعال من ترسانة "وشهد شاهد من أهلها"!..
لقد كتب الفيلسوف والأديب والمصلح الاجتماعي الإنجليزي "برنارد شو" (1856 ـ 1950م) عن رسول الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: "إن محمدًا يجب أن يُدعى منقذ البشرية. إنني اعتقد أنه لو تولى رجل مثله زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة. إن محمدًا هو أكمل البشر في الغابرين والحاضرين، ولا يتصور وجود مثله في الآتين"!.
أما الفيلسوف الموسوعي، صاحب الكتابين الموسوعتين اللتين لا يستغنى عنهما مثقف "قصة الفلسفة" و"قصة الحضارة" ـ "ول ديو رانت" (1885 ـ 1981م) فهو القائل : " أخذ محمد على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب عاش في دياجير الهمجية. وقد نجح في هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله.. وأقام فوق اليهودية ودين بلاده القديم، ديناً سهلاً واضحاً ، وصريحاً".. هكذا تحدث الحكماء.. فردوا على سفاهة السفهاء!