صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب { كتاب أدب الدنيا والدين } اليوم السابع
صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب بعنوان "أدب الدنيا والدين" تأليف "أبى الحسن على بن محمد بن جميب البصرى" وتقديم الكاتب الدكتور "عبد الحكيم راضى".
الكتاب يقع فى 465 صفحة ويقول الكاتب فى مقدمته: هذا الكتاب لافت بعنوانه ومادته، وكلمة أدب الموجودة بالعنوان من الكلمات التى اجتذبت الأضواء كثيرا فى محاولة الوصول إلى الطريق الذى قطعته بين ما يقال إنه مدلولها الأول وهو الدعوة إلى الطعام ومدلولها أو مدلولاتها اللاحقة التى اتجهت نحو المجرد أو المعنوى كالدعوة إلى المحامد أو التهذيب الخلقى أو العادة المتبعة أو الثقافة الواسعة وأخيرا الفن القولى من المنظوم والمنثور، وجميع التعريفات الواردة لدى متأخرى القدماء التى يمكن أن تفيد فى هذا السياق من هذه التعريفات قول الجرجانى بأن الأدب عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ، هذا التعريف يشتمل على عنصرين وسيلة وغاية الوسيلة هى المعرفة والغاية هى السلوك أو التصرف السليم قولا أو فعلا فى المواقف المختلفة التى يواجهها الإنسان المتأدب هذه المواقف ليست محدودة أو قليلة وبالتالى فإن ألوان المعارف والخبرات اللازمة لمواجهتها والتصرف السليم حيالها ليست هى الأخرى محدودة، فكل مجال يحتاج إلى المعرفة والخبرة التى ينتج عنها التصرف المناسب فى الموقف الذى يستدعيه.
ويضيف، ولكن ما الدلالة التى تستخلص من هذه العناوين الكثيرة؟ الجواب أن كلمة أدب تحمل معنى المعرفة، الثقافة، الخبرة اللازمة لإحسان التصرف بالقول أو العمل أو حتى الصمت فى مجال معين أو موقف معين فأدب النديم خبرته وثقافته التى تدعم صلاحيته للمنادمة، منادمة الخلفاء أو الأمراء، وأدب السماع يعنى الدراية والخبرة اللازمتين لإحسان الاستماع إلى من يحادثنا، كذلك الأمر فى أدب الجدل فإذا جئنا إلى أدب القاضى أو أدب القضاء وجدنا أن معناها هو مجموعة المعارف الواسعة جدا بالقرآن والحديث والفقه والأصول واللغة والمنطق مما يجب أن يتزود به القاضى، إلى جانب الخبرة فى مواجهة موقف القضاء وقل مثل هذا فى استعمال كلمة الأدب فى عناوين الكتب الأخرى.
الكتاب يتكون من خمسة أبواب وهم: فى فضل العقل وذم الهوى، فى أدب العلم، فى أدب الدين، فى أدب الدنيا و فى أدب النفس.
يتناول الكاتب فى الباب الأول 13 فصلا من بينهم: العقل أساس الفضائل، حد العقل ومحله، العقل الغريزى والعقل المكتسب، حدس الشباب، سرعة الخاطر، اكتمال العقل المكتسب وصفة العاقل والأحمق".
ويناقش فى الباب الثانى عدة فصول من بينها "شرف العلم وفضله، لا نهاية للعلم، أفضل العلوم علوم الدين، الدين ينظم المجتمع، ما يتعلق بعلم الدين من العلوم، نفرة الجاهل من العلم وأهله، معاداة الجاهل لذوى العقول".
أما فى الباب الثالث فيتناول 24 فصلا بعنوان حكمة التكليف، أساس التكليف، تبليغ الرسول رسالته، بيان المجمل وتفسير المشكل، استنباط العلماء، أصول الدين، رفع الحرج عن العباد، حكمة فرض الصيام، حكمة فرض الزكاة"
وفى البابين الرابع والخامس يناقش الكاتب وسائل إصلاح حال الإنسان فى الدنيا ويضمان عددا من الفصول من بينهم: أسباب درك الحاجات، صلاح الدنيا بشيئين، الاختلاف سبب للتعاون، ما تصلح به حال الدنيا، العقل والشرع، ضرورة التأديب، التأديب يلزم من وجهين، أدب النشأة، أدب الرياضة والاستصلاح، للكبر أسباب، للإعجاب أسباب"