اليوم الحادي عشر اليوم الحادي عشر هو أول أيام التشريق المباركة، وهي الأيام المعدودات التي ذكرها الله سبحانه في كتابه بقوله: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (سورة البقرة: 203), والأيام المعدودات، هي أيام التشريق، كما روي عن ابن عباس، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد، وغيرهم[1] . قال القرطبي رحمه الله: "ولا خلاف بين العلماء أن الأيام المعدودات في هذه الآية هي أيام منى، وهي أيام التشريق"[2].
- فهي كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله)) رواه مسلم(1141).
- وهي التي تسمى أيام منى ، لنزول الحجاج بمنى هذه الأيام ، وفي حديث عبد الرحمن بن يعمر : أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة فسألوه فأمر مناديا فنادى: "الحج عرفة من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج. أيام منى ثلاثة {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} (سورة البقرة:203)"[3]
- يجب على الحاج المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، وهذا قول جمهور أهل العلم، فمن ترك المبيت بدون عذر جبره بدم. و لا بأس بالنزول في مزدلفة مما يلي منى إذا اتصلت الخيام بخيام أهل منى.
- رخّص النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الأعذار في ترك المبيت كالرعاة والسقاة، وألحق بعض أهل العلم بهم المريض ومن به عذر يمنعه من المبيت، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " استأذن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له" رواه البخاري(1553)؛ ومسلم(1315).
- في هذا اليوم - الحادي عشر من ذي الحجة - يصلي الحجاج الصلوات الخمس بمنى، قصراً بلا جمع. فيقصرون الرباعية، ويصلون كل صلاة في وقتها .
- يرمي الحاج الجمرات الثلاث بعد الزوال ، الصغرى ثم الوسطى ، ثم الكبرى ، كل واحدة بسبع حصيات، ويكبر مع كل حصاة. والأفضل أن يرمي قبل غروب الشمس، فإن رمى بالليل فلا حرج عليه. ورمي الجمرات واجب من واجبات الحج.
- يجب تفريق الرميات، أي يرمي واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة. كذلك يجبر ترتيب رمي الجمرات: يرمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.
- يسن للحاج الدعاء بعد الجمرتين الصغرى والوسطى، وهذا من مواطن إجابة الدعاء في الحج، فإذا رمى الجمرة الصغرى أخذ ذات اليمين وتقدم للأمام يدعو دعاء طويلاً، ثم إذا رمى الجمرة الوسطى أخذ ذات الشمال وتقدم للأمام ووقف يدعو دعاء طويلاً، ثم يرمي الكبرى وينصرف ولا يقف بعدها. فعن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما: " عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات ثم يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم فيسهل[4] فيقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها. ويقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل". رواه البخاري ( 1634 ).
- يبيت الحاج ليلة الثاني عشر بمنى ، والضابط في ذلك أن يبيت أكثر الليل سواء من أوله أو آخره.