إغلاق أبواب الرحمة في الصميم بقلم مجدي سالم رئيس التحرير في الصميم الثلاثاء 26 أكتوبر 2010
بقلم: مجدي سالم
إغلاق أبواب الرحمة !!
لن يستطيع أي مخلوق مهما أوتي من قوة أن يغلق أبواب رحمة الله أو أن يمنع الكلمة الطيبة من الوصول الي الناس تلك حقيقة مؤكدة ثبتت عبر مر التاريخ .. لنتذكر ونبين لأجيال حديثة كيف حاول النظام الشيوعي في أوروبا الشرقية واسيا لأكثر من سبعين عاما القضاء علي الإسلام ومحوه من قلوب المسلمين في هذه الدول مستخدما في ذلك كل الوسائل .. وانتهي النظام الشيوعي وبقي الإسلام ..
فشل أتباع ابليس في الأرض في محاولاتهم للقضاء علي الإسلام ولكنهم نجحوا في تشويه صورته عند كثير من الناس وانحرفوا بمعتقدات الكثيرين وأدخلوا فيه الكثير من الشبهات وامتلأ الخطاب الديني بالحكاوي والإسرائيليات والخزعبلات والشعوذة والعصبيات التي أضرت بالمعتقدات الإسلامية الصحيحة.
ومع التقدم العلمي الرهيب في مجال الاتصالات كثرت المنابر وأصبحت القنوات الفضائية وخاصة الدينية منها سلاحا ذا حدين.
الحد الأول نافع .. يقدم الكلمة الطيبة ويدعوا الي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولا يجادل إلا بالتي هي أحسن كما أمر الله سبحانه وتعالي ويقدم الخطاب الديني طبقا لمنهج الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في الدعوة ولا يتجاوزه.. والذين يفعلون ذلك قلائل وكثيرا ما يختفي صوتهم وسط كم هائل من فوضي منابر الخطاب الذي انحرف وحاول دغدغة المشاعر الدينية عند العوام من الناس الذين يصدقون ما يعرض عليهم لمجرد أنه تحت عنوان الدين ويملأون العقول بكثير من الخرافات ويستغلون عمق المشاعر الدينية لدي المسلمين البسطاء لبث أفكار التطرف والكراهية والتعصب التي هي أبعد ما تكون عن المقاصد الصحيحة في الشريعة الإسلامية أو التي يدعو إليها الإسلام بمنتهي الوضوح
لذلك أتفق مع الخطوة التي اتخذها وزير الاعلام من أجل البدء في مواجهة الخطاب المنحرف في الفضائيات ولكني أختلف معه بشدة في قرار إغلاق هذا العدد من القنوات الدينية لأكثر من سبب .. منها أنه أغلق هذه القنوات دون سابق إنذار ولم يعطها مهلة لتصحيح أوضاعها والالتزام بالقواعد الصحيحة التي يجب إتباعها .. والقرار أيضا أخذ البعض بالشبهات ولم يدقق ويفرق بين الملتزم مثل قناة الرحمة وغير الملتزم مثل قنوات أخري كثيرة ..
ثم إن الإغلاق ليس حلا لأننا جميعا ندرك في عصر السماوات المفتوحة استحالة فرض حصار فضائي يمنع هذه القنوات من البث عبر أقمار فضائية أخري لا يهتم أصحابها إلا بالكسب المادي
.. القضية باختصار أن اصحاب الأفكار المتشددة والمنحرفة يغلقون أمام الناس أبواب رحمة الله بتشددهم وسوف يلجأون الي الأبواب الخلفية .. كما أن إغلاق أبواب القنوات الملتزمة هو أيضا وبدون قصد بكل تأكيد إغلاق لأبواب رحمة الله أمام المسلمين .