الأزهر أولي بهذه الملايين من لاعبي كرة القدم بقلم بسيوني الحلواني بكل صراحة الثلاثاء 26 أكتوبر 2010
بقلم بسيوني الحلواني
الأزهر أولي بهذه الملايين
من لاعبي كرة القدم
غضب الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف من اقتراح مستشاره الثقافي الدكتور محمد عبدالغني شامة بإنشاء صندوق وتغطية التزاماته المادية. ودعم رسالته ودفعهم إلي المزيد من النشاط الدعوي والتعليمي والثقافي لخدمة الإسلام والمسلمين.. له ما يبرره.
غضب وزير الأوقاف من اقتراح مستشاره انطلاقاً من غيرته علي اسم الأزهر واسم مصر التي تعودت أن تعطي لأبناء المسلمين في العالم من خلال الأزهر الذي يستقبلهم ويعلمهم وينفق عليهم دون مَنّي أو أذي.
لكن الوزير أكثر الناس إدراكاً بمعاناة الأزهر الآن ونجل حكومة الدكتور أحمد نظيف عليه وعدم توفير وزير المالية للحد الأدني من احتياجاته.
الأزهر الذي يعد احدي العلامات البارزة في مصر. بل هو أبرز وأكبر المؤسسات العلمية والثقافية التي تميز مصر عن غيرها من البلدان العربية والإسلامية يعاني الآن أشد المعاناة.. فمعاهده تحتاج إلي ترميم وتجديد ورعاية والعاملين فيه من دعاة ومدرسين وإداريين وعمال يحتاجون إلي من يرفع المعاناة المعيشية عنهم لكي يتمكنوا من أداء رسالتهم والتفرغ لأعمالهم.. ومادامت الدولة عاجزة عن توفير احتياجات الأزهر ومتطلباته المادية فلابد أن نبحث عن موارد بديلة.
وحتي لا تختلط الأوراق فليس مطلوبا ولا مقبولا أن يمد الأزهر يده لغير المصريين.. ليس مطلوبا ان نجمع تبرعات للأزهر من هنا وهناك بل المطلوب أولاً أن تغير الحكومة من نظرتها للأزهر وأن يدرك وزير المالية عظم الرسالة التي يؤديها الأزهر وأن يتخلي عن سياسة تجفيف المنابع التي يتخذها مع الأزهر.
والمطلوب من الحكومة -ثانيا- أن تعيد للأزهر أوقافه كما أعادت للكنيسة كل أوقافها.. مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية الموقوفة للأزهر وعلمائه وطلابه وأنشطته الدعوية والتي استولت عليها الدولة والموجودة في حوزة ما يسمي بالإصلاح الزراعي يجب أن تعود للإنفاق من ريعها علي الأزهر.
ثم المطلوب -ثالثا- أن يراجع كبار رجال الأعمال والأثرياء في مصر مواقفهم ويوجهوا جزءًا من أموالهم للإنفاق علي الأزهر وطلابه. فهذا الإنفاق الخيري المفيد هو الذي سيقربهم من الله وحده. وهو الذي يحمي أموالهم ويريح ضمائرهم ويجلب لهم رضا الخالق والمخلوق.
رجال الأعمال الكرام الذين ينفقون بسخاء علي لاعبي كرة القدم ويقدمون لهم كل عام عشرات الملايين فضلاً عن الفيلات والسيارات الفاخرة كهدايا.. عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويعلموا أن الإنفاق علي طلاب العلم الفقراء أفضل وأكرم عند الله من دفع ملايين للاعبي كرة قدم يمارسون بها كل أشكال اللهو والعبث.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: إذا كان وزير الأوقاف قد رفض فكرة انشاء صندوق خيري إسلامي أو عالمي لدعم الأزهر حرصاً علي اسم الأزهر وتاريخه وعطائه وعلي اسم مصر وسمعتها كدولة إسلامية رائدة تعودت أن تعطي للمسلمين دون حتي كلمة شكر.. فما المانع إذن من انشاء صندوق مصري مائة في المائة لحث رجال الأعمال المسلمين علي دعم الأزهر بدلاً من إهدار أموالهم فيما لا يفيد أو فيما يجلب لهم غضب الله وعقابه.
ما المانع من انشاء الصندوق الخيري المصري ودعوة رجال أعمال من نوعية ياسين منصور وممدوح عباس وكامل أبوعلي وغيرهم للمساهمة في تعليم طلاب فقراء ونشر المفاهيم الدينية الصحيحة بين الناس بدلاً من إهدار عشرات الملايين كل عام علي لاعبي كرة قدم لا يملكون فنا كرويا ولا أخلاقا ويعبثون ليل نهار بالملايين التي يحصلون عليها من السادة رجال الأعمال.
لقد أقيمت في مصر صناديق خيرية لدعم مشروعات ضخمة.. وأنا علي ثقة من أن صندوق دعم الأزهر سيلقي قبولا من كل المصريين لو اطمأن الناس بأن ما يقدم له سينفق علي الأزهر وطلابه المحتاجين.
سيجد هذا الصندوق الأزهري الخيري من يقدم له مليونا ومن يقدم له جنيها واحدا لأن بواعث الخير كامنة في نفوس المصريين أثرياء وفقراء.
فكروا في هذا الاقتراح مادامت الحكومة بخيلة علي الأزهر أو عاجزة عن توفير احتياجاته ومازالت طامعة في أوقافه.
يا رب
** اللهم إني أسألك الثبات في الأمر. وأسألك العزيمة في الرشد. وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. واسألك لسانا صادقا. وقلبا سليما وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم واستغفرك مما تعلم.. إنك علام الغيوب.
من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم